هوامير البورصة , مصطلح يطلقه العاملون في أسواق البورصات الخليجية على المضاربين والمسيطرين في الأسواق، حيث يعود أصل كلمة هوامير إلى نوع من أنواع الأسماك الكبيرة التي تعيش وتتكاثر في مياه البحر الأحمر والخليج العربي.
ويعرف هذا النوع من السمك بكثرة في دول الخليج , ويستعملونه في المناسبات الخاصة , ويعتبر من أغلى الأنواع.
ومن هنا يأتي المعنى المجازي له , حيث أنه يطلق على الأكابر والأغنياء الذين يسيطرون على أسواق البورصة ومنها
السوق السعودي بـ ” هوامير البورصة ” تشبيهاً لهم بهذا النوع من السمك حيث أن الكبير منه يأكل الصغير،
وغالباً ما يستعمل هذا التشبيه باللهجات السعودية والإماراتية والكويتية والقطرية والبحرينية والعمانية.
أساليب هوامير البورصة
تتعدد أساليب هوامير البورصة التي يستخدمونها للتأثير على الأداء الفعلي للأسواق.
ويحدث ذلك نتيجة الأنشطة المتعددة التي يمارسونها بشكل مستمر , حيث أنهم يمتلكون رؤوس أموال كبيرة في أكبر الشركات المدرجة في البورصات.
وقد لعب التطور التكنولوجي دوراً كبيراً في مساعدة هوامير البورصات لممارسة هذه الأنشطة بطرق عديدة.
ومن أهم العوامل التي قد ساعدت الهوامير في تغيير مجريات الأسواق : التقدم الكبير لوسائل الإعلام وانتشار المنتديات والمواقع الالكترونية المختصة بالتداول , والتي لا ننسى دورها الهام بالتحكم بمجريات الأسواق.
بعض الأساليب والتكتيكات التي يستخدمها هوامير البورصات
ونذكر لكم بعضاً من الأساليب التي يتبعها هوامير البورصة مثل أسلوب تسريب المعلومات وإخفائها , أي نشر الإشاعات.
ضعف الوعي الاقتصادي والثقافة المالية لدى المستثمرين الصغار يسهل الأمر على هوامير البورصات , وذلك بسرعة انقيادهم خلف الإشاعات والأخبار الغير موثوقة المصادر.
ويعتمد الهوامير في هذه الطريقة على تسريب معلومات إلى إحدى وسائل الإعلام بشكل متعمد , فترتفع قيمة سهم معين لديه , فيقوم ببيعه ويحقق الربح من خلال ذلك.
وبنفس الطريقة هناك حالة أخرى , حيث أنه في بعض الحالات يتم تداول إشاعة خاطئة فيهوى سعر السهم , ليقوم بشرائه بسعر رخيص.
وكذلك يستخدم هوامير البورصة أسلوب الاحتكار في سبيل التحكم بالبورصات , وذلك عن طريق فتح حسابات متعددة للتداول.
ويتمكن الهوامير عبر الاحتكار من التحكم في العرض داخل السوق, وذلك بطريقة قانونية لا تعتبر مخالفة بأي شكل من الأشكال.
وهناك الكثير من الأساليب الأخرى التي يتبعها هوامير البورصة سعياً لتغيير مجرى الأسواق كالمضاربات الوهمية والمضاربات الواسعة.
هل يمثل هوامير البورصة عائقاً حقيقياً أمام صغار المستثمرين
قامت هيئات الأسواق المالية والبورصات في دول الخليج خلال سنين عملها باعتماد كثير من الإجراءات بهدف تحقيق مستوى عالي من الشفافية في نظامها وتعزيز رضى المستثمرين عن طريق تحقيق العدالة.
وعلى الرغم من صدور تقارير تتحدث عن تحكم هوامير البورصة بها , فإنها تسعى على نحو مستمر لتعزيز الشفافية والعدالة.
ووفقاً لما يقوله الكثير من المحللين الماليين , فإن خطط هيئات الأسواق المالية والبورصات لمنع تلاعب هوامير البورصة وإعاقاتهم لصغار المستثمرين , لم تف بالنتائج المطلوبة.
والمقصود بذلك بأنه على الرغم من نجاح تلك الخطط بإدانة بعض الهوامير أمام القضاء ومحاسبتهم وإخراج بعضهم من البورصات الخليجية , فقد ظهر نوع آخر!
هوامير يعملون بشكل قانوني بحت , تحت اسم ” صناع السوق الكبار “.
بمعنى آخر , هناك رسالة تقول ” هوامير البورصة لن ينتهوا “.
قد يمارس هوامير البورصة بعض الأنشطة التي تهز الأسواق وتؤثر على مجراها بشكل فعلي.
قد يكون هوامير البورصات عائقاً أمام المستثمرين الصغار في أسواق التداول.
ولكن الهوامير تبقى أشخاصاً قد دخلت أسواق الأسهم بهدف الربح وكسب المال , وليس بنية الخسارة أو التصدق بأموالهم للغير.
لذا فإن ما يقوم به هوامير البورصة هو أمر مشروع وطبيعي, فهم يسعون إلى كسب المال ببعض الأساليب الخاصة.
الكثير من الناس يشتمون عليهم ! هم لم يجبروك على دخول الأسواق ولا أن تكون متداولاً.
غير ذلك , الهوامير تتبع في أساليبها الإشاعات والأخبار المغلوطة.
لماذا لا تكون يقظاً لمثل هذه الإشاعات؟